طرحت شركة Function Health خدمة جديدة تهدف إلى قياس العمر البيولوجي للجسم، في خطوة تعكس تحولًا في فهم الصحة من مجرد مؤشرات ظاهرية إلى تقييم شامل لشيخوخة الأعضاء على المستوى الخلوي.
ويُعد هذا الاختبار أداة متقدمة للكشف عن علامات التحذير المبكرة التي لا تظهر غالبًا إلا بعد أن تبدأ في التسبب بمشاكل صحية خطيرة، وفقًا لما أوضحه الدكتور مارك هيمان، مؤسس الشركة.
العمر البيولوجي يختلف عن العمر الزمني، إذ يعكس مدى تقدم الجسم في الشيخوخة بناءً على مؤشرات حيوية تشمل بكتيريا الأمعاء، بروتينات الدم، والحمض النووي.
ويشتمل اختبار Function على مرحلتين: تقييم أولي يتضمن 105 اختبارًا معمليًا، ثم متابعة بعد 3 إلى 6 أشهر تشمل أكثر من 60 اختبارًا مُعادًا، وذلك لتتبع التغيرات الناتجة عن تعديل نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، النشاط البدني، وتناول المكملات الغذائية.
يتطلب البرنامج أكثر من 20 قارورة دم وعينة بول على مدار زيارتين، وتظهر النتائج خلال أسبوع تقريبًا، إلى جانب تحليلات شخصية يقدمها أطباء متخصصون.
ويركز الاختبار على 102 مؤشر حيوي في الدم، مع التركيز على القيم الخارجة عن النطاق الطبيعي.
ومن بين هذه المؤشرات، يُعد انخفاض مستويات فيتامين D والحديد وأحماض أوميغا-3 من أبرز العلامات التي قد تشير إلى نظام غذائي نباتي صرف، أو إلى نقص في التعرض لأشعة الشمس، وهو ما يؤثر على صحة العظام والمناعة والمزاج.
كما أن انخفاض الفيريتين، البروتين المسؤول عن تخزين الحديد، قد يؤدي إلى ضعف الطاقة، تدهور المناعة، وتساقط الشعر، بينما ترتبط المستويات المنخفضة من أحماض EPA وDHA وDPA الدهنية الأساسية بأمراض القلب والخرف والاكتئاب.
وتشير النتائج أيضًا إلى أن ارتفاع مستويات الأنسولين، حتى ضمن النطاق المقبول، قد يكون علامة على مقاومة الأنسولين، وهي حالة شائعة لدى النباتيين بسبب تناولهم كميات أكبر من الكربوهيدرات، ما يصعّب التحكم في الوزن وبناء العضلات، وقد يؤدي إلى مقدمات السكري.
ويقدم البرنامج توصيات غذائية تشمل تناول البيض، الفاصوليا، الفاصوليا السوداء، البازلاء السوداء، والحمص، مع تجنب زيوت مثل زيت الفول السوداني، زيت دوار الشمس، زيت الذرة، زيت القرطم، والسمن النباتي. كما يُوصى بمجموعة من المكملات الغذائية، منها بربارين، ألياف، أرز الخميرة الحمراء، فيتامين D، بيسجليسينات الحديد مع فيتامين C، حمض الفوليك، وفيتامينات B6 وB12.
وفي ختام التقييم، يؤكد الدكتور هيمان أن التغييرات المقترحة في نمط الحياة يمكن أن تُسهم في خفض العمر البيولوجي بشكل ملحوظ خلال أشهر قليلة، ما يمنح الأفراد فرصة حقيقية لاستعادة شباب أعضائهم وتحسين صحتهم العامة.