• الساعة الآن 08:58 PM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ابتكار أول لسان اصطناعي يتذوق

news-details

 

في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح فريق بحثي دولي في تطوير أول "لسان اصطناعي" قادر على التمييز بين النكهات في السوائل، محاكياً براعم التذوق البشرية، في خطوة تفتح آفاقاً واسعة لتطبيقات في مجالات سلامة الغذاء والتشخيص الطبي، دون أن تصل إلى مستوى التعقيد العصبي للسان الطبيعي.

وبحسب دراسة منشورة في مجلة "PNAS"، يعتمد اللسان الاصطناعي على أغشية رقيقة من أكسيد الغرافين تعمل كمرشحات جزيئية تبطئ حركة الأيونات، ما يسمح له بالتعرف على النكهات وتخزينها بدقة. وتتميز هذه التقنية بقدرتها على رصد الفروق الدقيقة بين النكهات، خلافاً للمرشحات التقليدية.

وأظهرت نتائج الاختبارات أن اللسان الاصطناعي استطاع التمييز بين أربع نكهات أساسية هي الحلو، الحامض، المالح، والمر، بدقة تراوحت بين 72.5% و87.5%. كما بلغت دقة التحليل نحو 96% عند تقييم مشروبات معقدة مثل القهوة والمشروبات الغازية، بفضل بنيته الكيميائية المتقدمة التي تسهل التعرف على النكهات المركبة.

ويرى أطباء أن هذا الابتكار يمثل تطوراً في تقنيات الاستشعار، ويقرب العلم من مفهوم "الحوسبة العصبية"، أي أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تحاكي طريقة تعلم الدماغ البشري. ومع ذلك، يؤكد المختصون أن دقة اللسان البشري في التذوق لا تزال متفوقة.

وفي تصريح خاص، قال الدكتور أحمد سمير، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى المنصورة الدولي، إن اللسان الاصطناعي يُعد خطوة متقدمة، لكنه لا يمكن أن يضاهي اللسان الطبيعي في وظائفه المعقدة.

وأوضح أن "اللسان الطبيعي يرتبط بالمخ عبر أعصاب متعددة، أبرزها العصب السابع المسؤول عن التذوق، ويشارك في عملية التذوق عدد من الأعضاء العصبية والحسية، ما يجعلها تجربة متكاملة لا يمكن تقليدها ميكانيكياً بالكامل".

من جهته، أكد الدكتور محمد عبدالحليم الطنطاوي، مدرس واستشاري طب المخ والأعصاب والقسطرة المخية بكلية الطب بجامعة المنصورة، أن دقة التذوق التي تجاوزت 70% تمثل تقدماً علمياً كبيراً، وتمنح أملاً للمرضى الذين يعانون من اضطرابات في حاسة التذوق. وأضاف أن "اللسان البشري يعتمد على العصب السابع، وجزء من العصب الخامس، والعصب التاسع، ويمكن لهذا الابتكار أن يساعد شريحة واسعة من المرضى، مع إمكانية تطويره مستقبلاً لفتح آفاق علاجية وتطبيقات أوسع".

ورغم أن الابتكار لا يشكل بديلاً كاملاً عن اللسان الطبيعي، إلا أنه يمثل خطوة واعدة في مجال الطب الحيوي، وقد يكون له دور محوري في تحسين جودة حياة المرضى، وتطوير أدوات دقيقة في الصناعات الغذائية والدوائية.

شارك الخبر: