خاص - النقار
منذ خروج صادق أمين أبو راس في الذكرى الـ41 لتأسيس الحزب، وحديثه الصريح عن الفساد وضرورة الإصلاحات الداخلية، اتخذت الجماعة قرارا عمليا بإقصائه عن الظهور الإعلامي وفرضت حصارا خانقا على الحزب.. أي مساحة للنقد أو المطالبة بإصلاحات، حتى لو جاءت من حليف، ستُواجَه بالتضييق والتهديد وربما التصفية.
المشكلة الحقيقية لا تكمن في موقف الحزب بقدر ما تكمن في سلوك الجماعة، التي ما تزال ترفع شعار “الشراكة الوطنية” في العلن بينما تمارس الإقصاء والاستحواذ في الواقع، فاللوم هنا لا يُوجَّه إلى المؤتمر الذي يسعى للبقاء وسط بيئة خانقة، بل إلى من يصادر الحياة السياسية برمّتها ويحوّلها إلى مسرح أحادي الصوت والقرار.
إلغاء احتفال المؤتمر لا يفضح ضعف الحزب بقدر ما يفضح خوف الجماعة من أي صوت مختلف، حتى لو كان صادرا من شريكها الأقرب. في النهاية، قد يربح المؤتمر بعض الوقت بتجنّب التصفية الكاملة، لكن الجماعة هي من تخسر رصيدها السياسي، عوضا عن الرصيد الشعبي المتآكل، كلما أغلقت بابا جديدا في وجه فكرة السلطة الشراكة، وهما خطان لا يفترقان في معادلة الحكم باليمن.