أطلقت روسيا 629 طائرة مسيرة وصاروخاً على أوكرانيا ليل الأربعاء الخميس، في عدد هو الثاني من حيث الحجم في هجوم واحد منذ اندلاع الحرب، بحسب ما أفادت به القوات الجوية في كييف، إذ أدى الهجوم إلى مقتل ثمانية أشخاص.
وأوضحت القوات الجوية الأوكرانية أن موسكو أطلقت 598 مسيرة و31 صاروخاً من بينها اثنان من طراز "كينغال" الفرط صوتي، وتسعة صواريخ بالستية.
وأكدت أنها أسقطت 563 طائرة مسيرة من أصل 598 و26 صاروخاً من أصل 31 أطلقتها روسيا في هجوم خلال الليل، ورصدت القوات الجوية ضربات في 13 موقعاً وسقوط حطام في 26 موقعاً.
في المقابل، قال قائد وحدة الطائرات المسيرة في أوكرانيا اليوم الخميس إن بلاده ضربت مصفاة أفيبسكي الروسية للنفط في منطقة كراسنودار ومصفاة كويبيشيفسكي في منطقة سامارا خلال الليل.
صواريخ بدلاً من المفاوضات
وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس أن روسيا شنت هجوماً خلال الليل على كييف أودى بحياة أشخاص بينهم طفل. وكتب زيلينسكي على منصة "إكس"، "روسيا تختار الصواريخ الباليستية بدلاً من المفاوضات، وتختار مواصلة إراقة الدماء بدلاً من إنهاء الحرب"، وطالب بفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وقال مسؤولون أوكرانيون اليوم إن الهجوم الروسي أسفر عن مقتل 10 وإصابة 38 وإلحاق أضرار ببنايات سكنية ومنشآت في عدة أحياء بالمدينة.
تضرر مقر البعثة الأوروبية
تعرض مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف لأضرار جراء هجوم جوي روسي واسع طاول العاصمة الأوكرانية، بحسب رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا.
وندد كوستا في منشور على منصة "إكس" بـ"ليلة جديدة من الهجومات الصاروخية الروسية القاتلة على أوكرانيا"، مبدياً تعاطفه مع "الضحايا الأوكرانيين وأيضاً أفراد بعثة الاتحاد الأوروبي التي تضرر مبناها في هذه الضربة الروسية المتعمدة". وشدد على أن التكتل "لن يخضع للترهيب، العدوان الروسي لن يؤدي سوى إلى زيادة عزيمتنا للوقوف بجانب أوكرانيا وشعبها".
وقال رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة تيمور تكاتشينكو، عبر تطبيق "تيليغرام"، إن "هجوماً بالستياً روسياً" طاول ثلاثة في الأقل من أحياء كييف، وتسبب خصوصاً في اندلاع حريق في روضة أطفال ومبنى سكني.
وفر عدد من سكان العاصمة إلى ملجأ تحت الأرض، إذ راحوا يتابعون الأخبار على "تيليغرام"، ولجأ آخرون إلى مترو الأنفاق حاملين معهم أكياس نوم.
وخارج العاصمة، أعلنت شركة السكك الحديدية الأوكرانية "هجوماً ضخماً" روسياً تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في منطقة فينيتسا (وسط)، وأدى إلى تأخير في حركة القطارات.
ونحو الساعة الأولى من فجر اليوم الخميس بتوقيت غرينيتش انطلقت صفارات الإنذار في سائر أنحاء أوكرانيا، للتحذير من هجوم جوي نحو الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش.
وتواصلت الهجمات في أوكرانيا وروسيا خلال الأيام الأخيرة، على رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر منذ مطلع عام 2022 حين بدأت روسيا تغزو جارتها.
وفي الأشهر الأخيرة تمكن الجيش الروسي الذي يحتل نحو 20 في المئة من أوكرانيا في الشرق والجنوب، من تسريع وتيرة تقدمه الميداني في مواجهة وحدات أوكرانية أقل عدداً وأسوأ تجهيزاً.