• الساعة الآن 03:46 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

السودان: احتدام المعارك في كردفان ومواجهات شرسة بالفاشر

news-details

تواصلت المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بولاية شمال كردفان، ووصفت المعارك بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب، بخاصة في منطقتي كازقيل والرياش على طريق الصادرات الغربي الرابط بين العاصمة الخرطوم وكردفان، وعلى التخوم الغربية لمدينة الأبيض عاصمة الولاية، إذ وجهت مدفعية الفرقة الخامسة - مشاة (الهجانة) نيرانها الكثيفة على تجمعات "الدعم السريع" وأجبرتها على الفرار، وفق مصادر عسكرية أوضحت أيضاً أن محيط مدينة كازقيل شهد معارك ضارية إثر شن "الدعم السريع" هجوماً كبيراً في محاولات عدة للتقدم بهدف استعادة المدينة، لكن الجيش وحلفاءه تصدوا للهجوم وباغتوهم بعملية التفاف تكتيكي أجبرتهم على التراجع، ووصفت المصادر نفسها تكرار محاولات استعادة السيطرة على مدينة كازقيل بأنها كانت "بمثابة هجوم انتحاري انتهى بهزيمتها الساحقة وتكبدها خسائر فادحة قبل أن تتراجع نحو مدينتي الحمادي والدبيبات بغرب كردفان".

استعادة وتوغل

في المقابل أفاد بيان للناطق الرسمي باسم "الدعم السريع" المقدم الفاتح قرشي بأن قواتها استعادت مدينتي كازقيل والرياش وسيطرت على بلدة العيارة ونشرت تعزيزات نوعية في محيطها ومداخلها لتأمينهما، وأوضح قرشي أن "الدعم السريع" أحكمت السيطرة على المنطقتين الاستراتيجيتين، وبدأت بالتوغل في الأحياء الغربية لمدينة الأبيض بعد معارك عنيفة أسفرت عن تراجع قوات الجيش وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والاستيلاء على كمية من المسيرات والعتاد وتدمير عشرات المركبات القتالية.

أضاف البيان "استعادة مدن كازقيل والرياش خطوة متقدمة ضمن العمليات العسكرية الواسعة التي تخطط لها قواتنا في شمال كردفان، والهادفة إلى السيطرة على مدينة الأبيض والتقدم بثبات نحو أهداف استراتيجية أخرى". وكان الجيش وحلفاؤه تمكنوا بعد مواجهات ومعارك عنيفة مستمرة الأسبوع الماضي، من استعادة مدينتي كازقيل والرياش ومناطق السدرة والعيارة والسرد، وشرعوا في التقدم نحو محلية جبرة الشيخ بشمال كردفان. ومنذ أكثر من أسبوع، استأنف الجيش عملياته الحربية بصورة موسعة في محور كردفان في مواجهة "الدعم السريع" في جبهات ومناطق عدة بجنوب وشمال وغرب الإقليم، سعياً وراء فتح الطريق إلى دارفور وإنهاء حصار الفاشر، بينما تستميت "الدعم السريع" لعرقلة أي تقدم للجيش.

بلبلة في الأبيض

منذ بدايات الحرب الأولى ظلت مدينة الأبيض ذات الموقع الاستراتيجي المهم الرابط بين وسط السودان وإقليمي كردفان ودارفور، هدفاً أساساً لـ"الدعم السريع". وقد تفقد والي الولاية المكلف عبدالخالق عبداللطيف الدفاعات الأمامية للجيش بغرب المدينة حيث استقبله مدير جهاز الاستخبارات بالولاية اللواء العوض محمد العوض. وأكد عبداللطيف "أن الجيش ممسك بزمام المبادرة في كل محاور كردفان، وأن مدينة الأبيض ستكون عصية على الجنجويد والمرتزقة".

من جانبه أكد اللواء العوض أن تحرير مدينة بارا كان له أثر بالغ في تحطيم معنويات "الدعم السريع، "ما جعلها تبحث عن أي انتصار معنوي مزيف".

موجة هجمات

في شمال دارفور أوضحت مصادر ميدانية أن الجيش وحلفاءه خاضوا أمس أشرس المعارك بمدينة الفاشر عاصمة الولاية، في مواجهة موجات هجومية متتالية لـ"الدعم السريع" من أربعة محاور بقيادة نائب قائد "الدعم السريع" عبدالرحيم دقلو، في محاولة لاختراق دفاعات المدينة، وقد تصدت قوات الفرقة السادسة والمشتركة والمقاومة الشعبية لهذه الهجمات ودمرت عدداً كبيراً من المدرعات والآليات. وبحسب المصادر نفسها، تركزت المعارك في جنوب غربي المدينة، وسط اشتباكات ومواجهات في الشمال والشمال الغربي باتجاه معسكر نيفاشا للنازحين. وقالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر إن المدينة تعرضت لهجمات عنيفة بالمسيرات في موازاة قصف مكثف من المحور الجنوبي والشمالي - الشرقي.

إلى ذلك سيرت اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر بالتنسيق مع منظمة رابطة الشعوب، موكباً احتجاجياً سلمت خلاله مذكرة لمكتب الأمم المتحدة في العاصمة الإدارية الموقتة بورتسودان شرق البلاد. وتعاني مدينة الفاشر من حصار خانق منذ نحو عامين.

ووصف عضو اللجنة محمد إسحاق الوضع في المدينة بأنه كارثي، وفي حاجة إلى تدخل عاجل من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تفادياً لخسارة مزيد من الأرواح. وأوضح أن المطلب الرئيس للموكب هو الضغط على "الدعم السريع" من أجل رفع الحصار عن الفاشر والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.

مدافع في الخرطوم

في إطار حملة فرض هيبة الدولة والأمن ومكافحة العصابات والأنشطة الإجرامية بولاية الخرطوم تفقد عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر غرفة العمليات المركزية برئاسة شرطة الولاية بحضور وزير الداخلية والمدير العام للشرطة ووالي الخرطوم. وضبطت أجهزة الشرطة والمباحث المركزية كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمدافع مخبأة داخل منزل في منطقة أبو سعد جنوب أم درمان ضمن الأسلحة لاتي كانت تستخدمها "الدعم السريع" أثناء الحرب في الخرطوم.

البرهان في الدوحة

دبلوماسياً شارك رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش الفريق عبدالفتاح البرهان في أعمال القمة العربية - الإسلامية الطارئة لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر. كما وصل رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس صباح أمس إلى السعودية في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، يرافقه خلالها وزراء المالية والثروة الحيوانية والسمكية والثقافة والإعلام والسياحة.

تصاعد الوفيات والإصابات

في هذا الوقت يواصل وباء الكوليرا انتشاره الواسع في دارفور، حيث ارتفعت محصلة الوفيات التراكمية إلى 464 والإصابات إلى 11.926، وسجلت خلال أسبوع واحد 1665 إصابة و48 وفاة، بحسب آخر تحديث صدر من المنسقية العامة للنازحين بدارفور.

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر في الـ13 من يونيو (حزيران) العام الماضي، قراره رقم 2736 الذي طالب "الدعم السريع" بوقف العمليات العسكرية في الفاشر ورفع الحصار عن المدينة والمناطق التي حولها.

انفجار وبائي وشيك

وقد حذر وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم من أن يؤدي الارتفاع الحاد في كثافة الانتشار غير المسبوق للبعوض الناقل لحميات الضنك والملاريا في مختلف أنحاء البلاد إلى انفجار وبائي وشيك، إذ وصلت نسبة كثافة انتشاره إلى 30 في المئة متجاوزة الحد الآمن بستة أضعاف، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً، وأوضح إبراهيم، في مقابلة تلفزيونية، أن طرق المكافحة التقليدية، مثل الرش بالمبيدات، لم تعد كافية لأن البعوض ينشط داخل البيوت المغلقة ويتكاثر في أماكن غير متوقعة مثل السيارات المهملة والأنقاض، داعياً إلى تفعيل المشاركة المجتمعية لإزالة الأنقاض، وزيادة حملات التوعية، بخاصة التفتيش المنزلي للبحث عن اليرقات. وأشار الوزير السوداني إلى أن تقديرات خسائر القطاع الصحي بلغت 11 مليار دولار، شكلت الأجهزة والمعدات الطبية الكلفة الكبرى من بينها، إلى جانب تعرض أكثر من 500 مؤسسة صحية لاعتداءات مباشرة، وفقدان أكثر من 120 من كوادرها الطبية. وكشف إبراهيم عن استئناف ثلاثة مصانع فقط للأدوية العمل في الخرطوم من أصل 26 مصنعاً على رغم التحديات، متوقعاً أن تبدأ سبعة مصانع أخرى العمل بحلول نهاية العام الحالي، مما أدى إلى تحسن في نسبة توافر الأدوية تصل إلى 75 في المئة، مقارنة بـ42 في المئة عام 2023.

بدورها، حذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان من أن التفشي الواسع لحميات الضنك والشيكونغونيا والملاريا تهلك سكان ولايتي الخرطوم والجزيرة. وأشارت عضو اللجنة أديبة إبراهيم إلى أن مضاعفات هذه الحميات أدت إلى موت أعداد من المصابين، لا سيما مع تكدس المرضى في المستشفيات القليلة العاملة حالياً، فضلاً عن عدم توفر الأدوية بخاصة المنقذة للحياة.

وكشفت اللجنة في تعميم صحافي عن أن إصابات الضنك بولاية الجزيرة وحدها بلغت 688 إصابة بينها 127 وفاة، وبلغت إصابات الملاريا 1467 حالة مع أكثر من 230 وفاة، لافتة إلى ظهور حالات من حمى الشيكونغونيا تزامناً مع حمى الضنك في مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، مع ارتفاع كبير في أعداد المصابين وصلت إلى نحو 456 حالة حتى الآن، وأدت إلى 101 وفاة. وناشد التعميم وزارة الصحة والمحليات التحرك السريع والمساعدة الفورية بالرش بالمبيدات وردم البرك وإزالة النفايات والأوساخ وتوفير الأدوية بكل المستشفيات التي تعمل الآن.

حظر الذهب

اقتصادياً، وتنفيذاً لقرارات اللجنة الاقتصادية، أصدر بنك السودان المركزي منشوراً خاصاً بسياسات شراء وتصدير الذهب، حظر بموجبه شراء وتصدير الذهب من جانب الشركات أو من إنتاج التعدين الأهلي ومخلفات الشركات، وقصر تلك العمليات على البنك المركزي أو الجهات التي يفوضها رسمياً. وأوضح المنشور الذي تم تعميمه على المصارف، أن شراء وتصدير الذهب الحر الناتج من التعدين الأهلي أو مخلفات الشركات داخل السودان سيتم حصرياً عبر بنك السودان، وفق أسعار البورصة العالمية والسعر السائد محلياً. وحدد المنشور تنفيذ عمليات الشراء بواسطة "شركة مصفاة السودان للذهب"، بينما سمح البنك للمصارف بإكمال الإجراءات المصرفية الخاصة بتقدير الذهب لأغراض التصنيع أو إعادة التصدير، شرط استيفاء ضوابط موافقة وزارة الصناعة والتجارة، على أن تتم إعادة الذهب المصدر بغرض التصنيع خلال فترة لا تتجاوز شهراً من تاريخ الشحن.

شارك الخبر: