• الساعة الآن 12:55 AM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الثورة الزائفة وصناعة الوهم المقدس عند أنصار الله

news-details

خاص-النقار

يسمونها ثورة. حسنا، وماذا بعد؟ لا شيء سوى أنهم يحتفلون بعيدها العاشر ويصعد قائد الجماعة ليلقي خطابا بالمناسبة جاء فيه: "نتوجه أولا بالشكر إلى الله بذكرى الانتصار التاريخي العظيم الذي منَّ الله به على شعبنا العزيز..."، حيث "الميزة الأولى لهذه الثورة المباركة هي أصالتها وخلوصها من أي تبعية خارجية". 
هي انتصار تاريخي عظيم إذن منَّ الله به على اليمنيين في لحظة فارقة من أعمارهم كانوا قبلها بلا مرتبات وبلا ضمان اجتماعي وبلا تعليم وبلا صحة وبلا وبلا... يكابدون الفقر والجوع والتشرد والنزوح، ويعيشون تمايزا وطبقية ومناطقية ونعرات وحروبا لا تنتهي، ووطنا أنهكه التشرذم والتشظي، فجاءت الجماعة بثورتها المباركة لتنتشلهم من ذلك كله وتنقلهم إلى حياة كريمة تجسدت فيها كل معاني المواطنة والنظام والقانون ودولة المؤسسات. وهو ما لا يمكن لثورة أخرى في العالم أن تقوم به. فوحدها ثورة أنصار الله هي التي فعلت ذلك وفي ظرف قياسي، وذلك فقط لأنها ثورة استثنائية بكل المقاييس. حتى الذين كانوا يشبهونها بالثورة الخمينية في إيران لا شك أنهم قد عدلوا عن ذلك منذ زمن وقدموا اعتذارهم من هذه المقارنة الظالمة. فثورة بهذه الأوصاف لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال مع باقي الثورات ولا يمكن وصفها إلا بأنها فعلا نصر عظيم من الله منَّ به على هذا الشعب، وبالتالي على هذا الشعب أن يتوجه إلى الله بالشكر دائما وأبدا أن تفضل عليه بثورة لا يكف قائدها عن إلقاء الخطابات تلو الخطابات والمحاضرات تلو المحاضرات والصرخة تلو الصرخة، ودون أن ينسى تذكير شعبه العزيز بأنه هكذا تكون الثورات وهكذا تكون أصالتها. أما متى تكون الثورة زائفة، فذلك حين تكون قد صنعت لشعبها عالما من الوهم المقدس، وهذا ما ينطبق على ثورة أنصار الله المباركة بشكل تام.

شارك الخبر: