قال المبعوث الأميركي الخاص لسوريا توم براك، إن سوريا وإسرائيل تقتربان من إبرام اتفاق "خفض التصعيد" الذي ستوقف بموجبه إسرائيل هجماتها بينما توافق سوريا على عدم تحريك أي آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود الإسرائيلية.
وفي حديثه للصحافيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أمس الثلاثاء، قال براك إن الاتفاق سيكون الخطوة الأولى نحو الاتفاق الأمني الذي يتفاوض البلدان عليه.
وتجري سوريا وإسرائيل محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف ضربات إسرائيل الجوية وانسحاب قواتها التي توغلت في جنوب سوريا.
وقال براك، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سعى للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين سيعلن عنه الأسبوع الحالي، في تأكيد لما انفردت بنشره "اندبندنت عربية".
وأضاف، "لكن لم يحرز تقدم كاف حتى الآن، كما أن عطلة السنة العبرية الجديدة هذا الأسبوع أبطأت العملية. وأضاف "أعتقد أن الجميع يتعامل مع الأمر بحسن نية".
وكانت مصادر سورية رفيعة المستوى أفادت في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" بأن سوريا وإسرائيل ستوقعان اتفاقاً أمنياً برعاية الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) الجاري. وبحسب المصادر، فإن تل أبيب ودمشق لن توقعا اتفاق سلام شامل في المستقبل القريب وسيقتصر الاتفاق على الجانب الأمني لوقف التوترات بين البلدين.
الشرع: استقرار سوريا مرتبط بوحدتها
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الثلاثاء، ضرورة قبول إسرائيل نشر قوات أممية وفق اتفاق 1974، مشدداً على أن عودة سوريا إلى المشهد السابق ليست في مصلحة أحد.
وأضاف خلال ندوة في نيويورك، "على إسرائيل أن تعود إلى وضعها قبل الثامن من ديسمبر 2024، ونحن أكدنا أننا لن نكون مصدر خطر لأحد".
وتابع الشرع قائلاً إن "سوريا تريد أن تكون على مسافة واحدة من الجميع. ليس من مصلحة أحد أن تعود سوريا إلى المشهد السابق". وشدد على أن "نجاح أي اتفاق مع إسرائيل يمهد لاتفاقات أخرى تساعد على تعميم السلام في المنطقة".
وفي ما يتعلق بالوضع الداخلي، قال الشرع إن "استقرار سوريا مرتبط بوحدتها، وأي محاولة تقسيم سيولد صراعات خطيرة". وأوضح أن "أي حديث عن تقسيم سوريا يؤذي سوريا أولاً ودول الجوار لا سيما تركيا والعراق". وأكد الحاجة إلى تطبيق العدالة الانتقالية "من دون إخافة الناس أو إشعار أي فئة بأنها مستهدفة".
وبالنسبة لملف الأكراد، قال الشرع إن "واشنطن تستطيع أن تساعد الأكراد على الاندماج في قوات الدولة السورية".
وتطرق الشرع إلى ملف السويداء أيضاً، حيث قال "في السويداء وقعت أخطاء من الجميع، وهناك مساعٍ جديد للمصالحة وتأليف القلوب". واختتم الشرع تصريحاته قائلاً إن زيارته إلى نيويورك "عنوان عودة سوريا إلى المجتمع الدولي".