• الساعة الآن 02:04 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

توغل جديد للجيش في شمال كردفان وتهديدات باجتياح كادوقلي والدلنج

news-details

بينما تنشط قوات "الدعم السريع" وحليفتها الحركة الشعبية في جنوب كردفان مهددة باجتياح العاصمة الولائية كادوقلي وجارتها مدينة الدلنج، كثف الجيش من عملياته في شمال كردفان وتمكن من السيطرة على منطقة علوبة الحدودية بين محليتي الرهد وشيكان بالولاية، وواصل توغله في مناطق غرب العاصمة الولائية الأبيض. وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش والمشتركة استأنفت عمليات التمشيط بمنطقة علوبة على الطريق القومي الرابط بين النيل الأبيض وشمال كردفان كخط دفاع متقدم لتأمين مدينة الأبيض، كما تواصل توغلها نحو مناطق أبو قعود وأم صميمة غرب المدينة. واستهدفت، في المحور ذاته، طائرة مسيرة تابعة لـ "الدعم السريع" مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.

وأكدت مصادر ميدانية أن الطائرة المسيرة استهدفت حي طيبة شمال شرقي مدينة الأبيض. وأقرت "الدعم السريع" بأن مسيرة تتبع لها قصفت قسم طيبة جنوب مدينة الأبيض، وأوقعت عشرات القتلى. وبثت على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، ما سمته بالنداء الأخير للعسكريين بالجيش وحلفائه بمناطق الدلنج وكادوقلي والأبيض بتسليم أسلحتهم مقابل الانسحاب الآمن. ونشرت مقاطع فيديو لجولة تفقدية داخل حقل "هجليج" النفطي قامت بها لجنة الأمن التابعة لها بولاية غرب كردفان، بهدف الوقوف على الأوضاع الأمنية وخطط حماية المنشآت بالحقل.

وقبل ثلاثة أيام استهدفت مسيرة تابعة لـ"الدعم السريع" مدينة أم روابة بشمال كردفان، وأعلنت إسقاطها مسيرة للجيش في منطقة أبو عقود بذات الولاية.

وفق بيانات محدثة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أكدت نزوح أكثر من 40 ألف شخص من شمال كردفان منذ الـ18 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مشيرة إلى مساعيها المتواصلة للاستجابة للحاجات العاجلة للنازحين من خلال شركائها على الأرض.

الهجوم والزيارة

أتى هجوم الطائرة المسيرة على مدينة الأبيض في اليوم الذي أنهى فيه المدير العام لجهاز الاستخبارات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل زيارة لولاية شمال كردفان. وعقد مفضل اجتماعاً مع لجنة أمن الولاية استمع خلاله إلى تنوير شامل حول مستجدات الوضع الأمني وحركة القوات بمحاور ومناطق العمليات، إضافة إلى موقف السلع الاستراتيجية والخدمات الأساسية للمواطنين. واطمأن مدير الاستخبارات، بحسب إعلام الولاية، على استقرار الأوضاع في محاور الولاية المختلفة، ووجه بضرورة الاهتمام بملف النازحين باعتباره من الأولويات الإنسانية والأمنية التي تتطلب عملاً مشتركاً بين الجهات الرسمية كافة.

ومنذ أواخر العام الماضي ومطلع العام الحالي، استقبلت مدينة الأبيض نحو مليون شخص في موجة نزوح كبيرة مع استمرار التدفقات اليومية من ولايات كردفان الأخرى وبعض مناطق دارفور، نتيجة العمليات العسكرية النشطة في الجبهات القتالية المختلفة بالإقليم، وفق منظمة الهجرة الدولية.

تحشيد وتهديد

في جنوب كردفان تواصل "الدعم السريع" وحليفتها الحركة الشعبية - شمال تحضيراتها وتعزز حشودها للهجوم على مدينتي كادوقلي والدلنج المحاصرتين منذ أكثر من عام وسط الجوع والظروف الإنسانية القاسية، بعد عزلهما عن بعضهما وعن شمال كردفان بقطع الطريق البري الرابط بينهما. وكشفت قيادات محلية بجنوب كردفان عن أن مدينتي كادوقلي والدلنج تشهدان تحركاً شعبياً تقوده شخصيات وقيادات أهلية، وناشطون من المجتمع المدني، يهدف إلى منع تكرار مأساة الفاشر بالمدينتين وتجنيب المدنيين ويلات حرب عبثية يدفع ثمنها الأبرياء وحدهم.

وأشارت القيادات إلى تبلور مبادرة محلية للتفاوض حول إمكان انسحاب آمن لقوات الجيش من داخل تلك المدن، لكنها لا تزال تجد رفضاً من قيادة الجيش، على رغم موافقة الحركة الشعبية والتزامها بكل ما جاء في المبادرة.

في الأثناء تتواصل موجات النزوح من جنوب كردفان إلى مدينتي الأبيض بشمال كردفان وكوستي بالنيل الأبيض.

وقفات الصمود

ومن المقرر أن تنطلق اليوم السبت في ولايات البلاد وخارج السودان، وقفات شعبية تحت اسم "وقفات الصمود" دعت لها اللجنة القومية للتعبئة والاستنفار لدعم ومناصرة الجيش. ودعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي جماهير الشعب السوداني في الداخل والخارج إلى المشاركة الواسعة في الوقفة كفعل وطني تضامني يعبر عن اصطفاف السودانيين خلف مشروع الدفاع عن النفس والوطن.

وأوضح رئيس لجنة الاستنفار الفريق بشير مكي الباهي أن "وقفة اليوم ستكون من أجل إسناد ودعم الجيش، والمطالبة بتصنيف (الدعم السريع) منظمة إرهابية".

مخاوف الانتقال

إلى ذلك تستعد الوزارات الحكومية والهيئات الاتحادية في العاصمة الإدارية بورتسودان، للانتقال إلى العاصمة الخرطوم بعد غياب استمر نحو ثلاث سنوت. وأصدر مجلس الوزراء السوداني، الأسبوع الماضي، قراراً حدد بموجبه شهر يناير (كانون الثاني) موعداً للانتقال، وسط مخاوف الموظفين من المشكلات الخدمية التي لا تزال تواجه العاصمة بخاصة ما يتعلق بمشكلات الأمن والكهرباء والمياه والخدمات الصحية.

توتر دبلوماسي

دبلوماسياً وفي خطوة تنذر بتصعيد محتمل في العلاقات السودانية - الإيرانية، أمهلت السلطات الإيرانية أحد دبلوماسيي البعثة السودانية في طهران 72 ساعة لمغادرة البلاد، كشخص غير مرغوب فيه، وسط توقعات دبلوماسية بأن تقدم الحكومة السودانية باتخاذ خطوة مماثلة وفقاً لمبدأ المعاملة بالمثل.

وكانت علاقات البلدين قد شهدت تدهوراً كبيراً تطور إلى درجة القطيعة عام 2014.

جيبوتي ونيروبي

سياسياً أعلن الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيقاد" تأجيل اللقاء السياسي التشاوري للقوى السياسية السودانية الذي كان مزمعاً عقده في جيبوتي بين الـ16 و18 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري إلى أجل غير مسمى، بسبب تحفظات بعض القوى على رأسها "الكتلة الديمقراطية" على مشاركة تحالف "تأسيس" وتهديدها بمقاطعة اللقاء.

وينتظر أن يعلن الموعد الجديد للمشاورات التي يرعاها كل من الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي، إلى جانب الجامعة العربية ومنظمة "إيقاد" عقب اكتمال الترتيبات التي يقوم بها رعاة اللقاء.

على الصعيد نفسه بحث لقاء سياسي واسع ضم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" وتحالف "تأسيس" إلى جانب حزب المؤتمر الشعبي، وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، وحزب البعث العربي الاشتراكي، بالعاصمة الكينية نيروبي في تنسيق المواقف تجاه الجهود الدولية لإنهاء الحرب في السودان. وأوضحت مصادر سياسية أن اللقاء المتوقع أن يتواصل على مدى يومين سيؤكد وحدة الأراضي السودانية، واستعادة الحكم المدني، ومنع عودة النظام البائد، كمبادئ أساسية لأي حل سياسي متوقع على ضوء إعلان الرباعية الدولية في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ترحيب بالعقوبات

على خلفية العقوبات التي فرضتها المملكة المتحدة على عدد من قيادات بـ"الدعم السريع"، اعتبر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الخطوة البريطانية بأنها مهمة نحو محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي شهدها السودان خلال الفترة الماضية. وقال إن محاسبة القيادات العليا ليست مطلباً إنسانياً وحسب، "بل هي ضرورة لتحقيق العدالة ووقف الإفلات من العقاب ونأمل أن تتبع هذه العقوبات خطوات أوسع وأكثر شمولاً تستهدف كل من تورط في الانتهاكات في حق الشعب السوداني".

ارتكاب فظائع

وفرضت المملكة المتحدة عقوبات على أربعة من قادة "الدعم السريع" بينهم قائد ثاني القوات عبدالرحيم دقلو يشتبه في ارتكابهم فظائع تشمل عمليات قتل جماعي وعنف جنسي وهجمات متعمدة على المدنيين في مدينة الفاشر. ودعت الخارجية البريطانية إلى وضع حد فوري للفظائع، وحماية المدنيين، وإزالة العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية من قبل جميع أطراف الحرب في السودان.

تقليص طعام الجوعى

إنسانياً أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تخفيضاً كبيراً في حصص الطعام المقدمة للمناطق التي تواجه المجاعة في السودان، اعتباراً من الشهر المقبل بسبب نقص التمويل. وكشف مدير الاستجابة للطوارئ في برنامج الغذاء العالمي روس سميث، في تصريحات صحافية بجنيف، عن أن البرنامج سيضطر بدءاً من يناير المقبل إلى خفض حصص الغذاء بنسبة 70 في المئة في المناطق التي تواجه المجاعة، و50 في المئة في المناطق المعرضة لخطر المجاعة، لافتاً إلى أنه وبحلول أبريل (نيسان) المقبل، سيصل البرنامج إلى مرحلة حرجة للغاية في ما يتعلق بالتمويل.

ظروف إنسانية معقدة

وسط هذه الأجواء، تحدث موقع أخبار الأمم المتحدة عن إفادة وكالات أممية بأن مفاوضات جرت مع "الدعم السريع" في شمال دارفور أسفرت عن التوصل إلى اتفاق مبدئي حول مجموعة من الشروط لدخولها مدينة الفاشر لتقديم المساعدات العاجلة للسكان. واعتبر مدير الاستجابة للطوارئ في برنامج الغذاء العالمي روس سميث أن الوصول الإنساني إلى الفاشر بات أولوية عاجلة، مرجحاً أن يكون ما بين 70 إلى 100 ألف شخص لا يزالون محاصرين داخل المدينة التي تعيش وضعاً مروعاً، بخاصة في ظل انقطاع الاتصالات وغياب المعلومات الدقيقة عن الداخل. ونوه سميث بأن قوافل محملة بالمساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تغطي حاجات نحو 700 ألف شخص لمدة شهر كامل، في طريقها حالياً إلى منطقة الطويلة التي تضم أكثر من 650 ألف شخص يعيشون في ظروف إنسانية معقدة.

شارك الخبر: